إعلان نتيجة جائزة منى ماهر لقصة الطفل بنادي القصة
كتب : محمد جمال
في زمن تتشابك فيه الأسئلة الكبرى حول مستقبل الوعي الإنساني، وتتعاظم فيه الحاجة إلى إعادة بناء خيال جديد للطفل العربي، تبرز الجوائز الأدبية الموجهة للأجيال الناشئة ليس بوصفها مسابقات فحسب، بل بوصفها فعلاً حضاريًا يؤسس لوعي يتجاوز اللحظة ويستشرف الأفق، من هذا المنطلق جاء إعلان نادي القصة برئاسة الكاتب الكبير محمد السيد عيد لنتائج جائزة منى ماهر لقصة الطفل في دورتها الثانية، بوصفها جائزة تحمل في جوهرها رسالة ثقافية مفادها أن المستقبل يبدأ من كلمة يكتبها طفل، وأن الإرادة الإبداعية حين تتفتح مبكرًا تُنبت مواطنًا أكثر قدرة على التفكير، وأكثر التصاقًا بقيم الجمال والانتماء.
أعلن نادي القصة برئاسة الكاتب الكبير محمد السيد عيد نتائج جائزة منى ماهر لقصة الطفل في دورتها الثانية، والتي شهدت هذا العام إقبالًا ملحوظًا من الأطفال واليافعين الذين تراوحت أعمارهم بين 10 و18 عامًا، وقد عكست المشاركة الواسعة حجم الوعي المتنامي بقيمة الكتابة الإبداعية لدى الأجيال الصغيرة، ومدى تأثير المبادرات الثقافية في تحفيز الخيال وتشجيعهم على التعبير الحر.
وبعد عملية تقييم وتحكيم دقيقة، رأت أمانة الجائزة تخصيص جائزتين إضافيتين نظرًا لتميز عدد من الأعمال، ليصل عدد الفائزين إلى اثني عشر فائزًا بدلًا من عشرة، تقديرًا لثراء النصوص وتنوع رؤاها الإبداعية.
وقد جاءت النتائج على النحو التالي، المركز الأول فازت به قصة "من أجل أمي" للكاتبة الصغيرة فريدة سمير، بجائزة قيمتها 2500 جنيه، أما المركز الثاني فجاءت قصة "أنا فارس في العشرين" لريم عبد الحميد زينهم، بجائزة 2000 جنيه، والمركز الثالث قصة "حب الوطن" لجهاد أبو شمالة، بجائزة 1500 جنيه.
أما الفائزون من المركز الرابع حتى العاشر، بما فيهم التاسع مكرر والعاشر مكرر، فقد مُنح كل منهم 200 جنيه إضافة إلى شهادة تقدير من نادي القصة، وقد جاءت الأسماء على النحو الآتي، الرابع "الساعة المكسورة" – مصطفى عبد العزيز، الخامس "عن حب الوطن" – جمانا محمد عربي، السادس "الحقيقة بعد التصفيق" – حسن أحمد عبد العال، السابع: "حمامة السلام" – سلمى سيد عمر، الثامن "الانتماء" – روسندا أحمد الجندي، التاسع "لم يكن في الحسبان" – عمر محمد عبد المعطي، التاسع مكرر "في حارتنا" – جنة محمود فتحي غازي، والعاشر: "كيف أنساه" – حبيبة أحمد محمد، والعاشر مكرر: "نأمل التغيير" – سارة السيد رجب.
وتولت تحكيم المسابقة لجنة تضم ثلاثة من كبار الأدباء والنقد وهم، الناقد الدكتور محمد سيد عبد التواب، والكاتبة نجلاء علام، والكاتبة هويدا زكريا، بينما تولى الشاعر عبده الزراع، سكرتير عام نادي القصة، منصب أمين عام الجائزة.
تأتي جائزة منى ماهر لتكريم المواهب الصغيرة، كإعلان عن إيمان ثقافي عميق بأن صناعة المستقبل تبدأ من رعاية الخيال، فالطفل الذي يكتب قصة، لا يكتفي بإبداع عالم جديد على الورق، بل يعيد تشكيل علاقته بالواقع، ويمنحنا نحن الكبار نافذة نرى من خلالها ملامح الغد، ومثل هذه الجوائز لا تُنبت كتّابًا فحسب، بل تُنبت وعيًا جديدًا، وروحًا نقدية، وقدرة على الحلم، إنها صياغة مبكرة لعقل حر، وتأكيد أن الثقافة ليست نشاطًا ترفيهيًا، بل ركنًا من أركان بناء الإنسان، وعليه تظل جائزة منى ماهر لقصة الطفل خطوة مضيئة في مسار دعم الإبداع الطفولي، وإشارة واضحة إلى أن الأدب حين يحتضن الأطفال يمنح الأمة بأسرها فرصة لولادة مستقبل أكثر إشراقًا.




تعليقات
إرسال تعليق