" هجرة الحي "






بقلم : سامي بن حمد الشامي 


منذ نعومة اظافرنا تربينا في احياءنا القديمة 

حيث البساطة وزمن الطيبه والتآلف والتآخي بين الناس 

ومساعدة الجميع لبعضهم في المناسبات الاجتماعية خصوصًا الافراح ومناسبات الزواج

واتذكر تلك الصور الاجتماعية التي مازالت عالقة في ذاكرتي خصوصًا في الأعراس وكيف كان التعاون بين اهل الحي وتساعدهم مع بعض وتجد كل من هو منهمك بعمله .


فهناك مجموعة تنصب الخيام والاروقة وهناك من يفرش السجاد 

ويرص المساند والتكيات ومجموعة أخرى توقد النار تحت القدور الكبيرة المخصصة لطبخ وجبة العشاء 

وهناك الفني الكهربائي يمد اسلاك الكهرباء للإضاءة المصابيح ومعه مجموعة من ابناء الحي يتساعدون معه 

كانت صورة متكاملة من الماضي الذي لم تعد تتكرر في هذا الزمان .


فلقد تغيرت الاوضاع فاصبحنا نحضر مناسبات الزواج ونحن في كامل هندامنا بثياب مكويه وغترة من النوع الفاخر الملكي ورائحة العطر تسبقنا الى داخل قاعات الزواج 

تغيرت وتبدلت الاوضاع 

فالأحياء القديمة هجرها اهلها وانتقلوا الى الاحياء الراقية الجديدة 

فلم نعد نشاهد اي ذكرى قديمة كنا قد عشناها في أحياءنا السابقة 

فلا تجد دكان صغير يجتمع عنده اطفال الحي يشربون المياه الغازية ولا تجد اي تحدي في اي لعبة شعبية قديمة 

لا طاش ماطاش ولا الدريهوه 

حتى لو ذكرت اي اسم لأي لعبة شعبية قديمة لن يعرفها احد في هذا الزمان 

الاحياء الشعبية القديمة التي كنا نعيش فيها اصبحت سكن للعماله 

واكثر مايؤلم هو ان تمر على احد هذه البيوت وتجد من يسكنها ألان كومار وربعه وكريم خان وسردار وكليم الله وباقي العمال الأخرين 

بعد ان كانت لرجال الحي الكبار في مجالسهم .


ولقد مررت بهذه التجربة الأليمة على نفسي عندما مررت على مجلس ابراهيم الدعلوج وعبدالله اليوسف بعد ان كانت هذه المجالس عامرة برجالها العظام فاصبحت سكن للعمالة الوافدة 

فالاحياء القديمة هجرها اهلها بسبب التطور والتمدن وانتقلوا الى احياء راقية اكثر تمدن وانتقلوا من منازلهم البسيطة الى فلل فخمه وقصور منيفة تحيط بها الحدائق والاشجار الوارفة

ومداخل خاصةً ومواقف للسيارات 

من يتذكر الآن هذه الاحياء القديمة فلقد اصبحت ذكرى عفى عليها الزمن 

من يتذكر حي الكوت في الهفوف او حي العدامة في الدمام أو الصبيخة في مدينة الخبر 

وقس على ذلك أحياء سكنية قديمة في اكثر من مدينة 

الاحياء الشعبية القديمة كانت رمز لماضي جميل عشناه فيه الكثير من البساطة والتآلف واللحمة الأخوية بين الجيران وعدم التكلف 

والروابط الاجتماعية القوية 

كنا عبارة عن أسرة متماسكة نازر بعضنا في الرخاء والشدة 

أما في هذا الزمان الجيران لا يتزاورن مع بعض ولا يسالون عن احد فكل منهم يغلق الباب على نفسه 

واعتقد لن تجد احد يطرق باب بيتكم ويقول امي تسلم عليكم 

نبي بصل ودهن …

سامي بن حمد الشامي 

المنطقة الشرقية..الخبر

تعليقات

  1. صح لسانك كلام جميل

    ردحذف
  2. جسدت الواقع الماضي والحاضر في كلمات تكتب بماء الذهب شكرا لك

    ردحذف
  3. من ابو مشاري بن سعد**بارك الله فيك وجزاك الله خير

    ردحذف
  4. أيام كانت ولا احلا منها

    ردحذف

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة

انطلاق فعاليات مؤتمر "معاك" وجمعية نداء لتنمية قدرات الطفل

معهد الفيحاء يهنئ الإمارات بعيدها الوطني الـ 53 ويشيد بإنجازاتها

بعد أن أبدى إعجابه بمبادرة كرتنا ثقافتنا وزير الرياضة المصري يضع كرتنا ثقافتنا على طاولة وزراء الشباب والرياضة العرب

" لكل شخص رحلته وظروفه "

تكريم الطالب شهاب سعيد محمد صاحب المركز الثاني على مستوى الجمهورية فى مسابقة " اكتشف التاريخ " بالإسماعيلية

مجلس إدارة أوسكار المبدعين العرب يعلن التشكيل النهائي لقوائم لجان التحكيم للموسم الثالث

مصر تستضيف النسخة السابعة من الملتقى الدولي للاستثمار والصناعة الرياضية

ختام فعاليات مؤتمر منظمي الطاقة 2024 بالجامعة العربية

رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربى للتسويق والاستثمار الرياضى يشارك الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي السابع للاستثمار والصناعة