الرواية والدراما المرئية.. بين الكلمة والصورة في دورة "أسامة أنور عكاشة"







 كتب : محمد جمال 


في لحظة يتعانق فيها الفكر بالإبداع، والكلمة بالصورة، انطلقت مساء امس فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر "الرواية والدراما المرئية" تحت عنوان "مقومات الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية"، والتي تحمل هذا العام اسم السيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، تقديرًا لإرثه الفني الذي أعاد للدراما المصرية روحها ووجدانها الإنساني.


المؤتمر جاء تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو – وزير الثقافة، وبدعوة من الأستاذ الدكتور أشرف العزازي – الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبالتعاون مع السيناريست الكبير محمد السيد عيد – رئيس نادي القصة منظم المؤتمر بالتعاون مع الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية.


استُهلت فعاليات اليوم الأول بكلماتٍ رسمت ملامح الرؤية الفكرية والفنية للمؤتمر، وقد ألقت الأستاذة الدكتورة زينب فرغلي – أمين عام المؤتمر كلمتها الافتتاحية مؤكدة أن العلاقة بين الرواية والدراما ليست علاقة نقل أو اقتباس، بل علاقة حوارٍ متجدد بين الفكرة والخيال، وبين اللغة والصورة.


ثم تحدث الأستاذ حمدان القاضي – المنسق العام للمؤتمر والمدير التنفيذي لجمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، مشيرًا إلى أهمية هذا الملتقى في خلق جسر تفاعلي بين المبدعين والمؤسسات الثقافية، بما يعيد الاعتبار لقيمة الرواية كمنجم درامي وفكري يغذي الوعي الجمعي المصري والعربي.


وجاءت كلمة المخرج الكبير عمر عبد العزيز – رئيس المؤتمر ورئيس اتحاد النقابات الفنية لتؤكد أن الدراما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة تشكيل وعي وسلوك، وأن الشخصية المصرية في الدراما والرواية هي مرآة لروح الأمة وتاريخها الممتد.


واختُتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة الأستاذ الدكتور أشرف العزازي – الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الذي شدد على أن الثقافة الوطنية، بكل تجلياتها الإبداعية، هي خط الدفاع الأول عن هوية الإنسان المصري في مواجهة طوفان التفاهة والاغتراب الثقافي.


شهدت الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة زينب فرغلي حضورًا نوعيًا من المثقفين والباحثين، حيث تحدث الأستاذ الدكتور محمد عفيفي حول "الرواية كوثيقة للوعي التاريخي والاجتماعي"، بينما تناول الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال العلاقة الجدلية بين السرد الأدبي والدراما البصرية، مشيرًا إلى أن الدراما التي تنبع من روح الرواية تكتسب عمقًا إنسانيًا وقدرة على التأثير لا تضاهيها أي وسيلة فنية أخرى.


أما الجلسة الثانية التي أدارها الأستاذ عبده الزراع، فقد جمعت بين الأستاذة الدكتورة رشا صالح والأستاذ الدكتور عادل ضرغام، حيث تطرقا إلى جماليات التحول من النص الأدبي إلى النص البصري، وإلى أهمية الحفاظ على الخصوصية الثقافية المصرية في كل عمل فني يُستلهم من الأدب المحلي.


يأتي هذا المؤتمر في دورته الثانية كدعوة إلى استعادة جمال الدراما المصرية في زمن طغت فيه الصورة على الفكرة، وإلى تأكيد أن أسامة أنور عكاشة لم يكن مجرد كاتب دراما، بل فيلسوفًا سرديًّا أعاد صياغة الوعي الجمعي في لغة الشاشة وضمير الفن.

تعليقات

الأكثر مشاهدة

"لمسة وفاء.. ومسيرة عطاء" — مهرجان لتكريم رواد وعلماء كلية الطب البيطري بجامعة مدينة السادات

جمعية اللاعبين القدامى بالمنطقة الشرقية تكرم المخضرم " عنبر جاسم "

المتحف المصرى الكبير ومستقبل السياحة فى مصر

الاتحاد المصري لرياضات قوة الرمي وفنون الدفاع عن النفس يشارك في البطوله العربيه و انتخابات الاتحاد العربي

نورا سمير فرج الضبعة تمثل بداية مرحلة جديدة لمصر في مجال الطاقة والإنتاج

أسرتي عواضة وسرحان تحتفلان بزفاف الشاب “إبراهيم” في الدمام

"دور المصريين في الخارج في دعم الاقتصاد المصري".. رسالة ماجستير الأولى من نوعها للباحث أحمد سمير بالأكاديمية العسكرية

طلاب المدرسة العاشرة الرسمية لغات في زيارة علمية لكلية الصيدلة والطب البيطري بجامعة مدينة السادات

المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة

‏مصر تحصد العديد من المناصب بانتخابات الاتحاد العربي و 4 ميداليات في البطوله العربيه لرياضات قوة الرمي بالبحرين