المواطنة والمشاركة السياسية... المرأة في قلب المشهد
بقلم/ دكتور دينا سمير
استشارى التوجيهة والارشاد ومدير برنامج تأهيل وتطوير الذات
في خضم التحديات التي تعيشها المجتمعات، تبرز قيمة المواطنة كجسر أساسي يربط بين الفرد والوطن، ويمنح كل مواطن الحق والمسؤولية في آنٍ واحد للمساهمة في بناء الحاضر وصناعة المستقبل. ولا يمكن الحديث عن المواطنة الكاملة دون الإشارة إلى المشاركة السياسية باعتبارها إحدى ركائز تفعيل هذا الدور، وبالأخص مشاركة المرأة التي أصبحت اليوم ضرورة وطنية وليست مجرد خيار.
المرأة والمواطنة: وعي ودور
لم تعد المرأة مواطنة تنتظر الحقوق فحسب، بل باتت طرفًا فاعلًا، تدرك أن المواطنة ليست بطاقة تعريف، بل هي التزام بالمشاركة والعمل والمسؤولية.
فاليوم، المرأة ليست فقط الأم والمعلمة والموظفة، بل هي أيضًا صاحبة قرار ومبادرة، قادرة على إحداث أثر في مجتمعها، من خلال العمل المدني والمشاركة السياسية، سواء بالتصويت، أو الترشح، أو المساهمة في وضع السياسات العامة.
المشاركة السياسية: صوتٌ لا يُمكن تجاهله
في السنوات الأخيرة، سجلت المرأة حضورًا لافتًا في ميادين السياسة، وكسرت العديد من الحواجز النمطية. فهي اليوم تشارك في الانتخابات، تشغل مناصب قيادية، وتدير منظمات المجتمع المدني بكفاءة واقتدار.
هذه المشاركة لم تأتِ من فراغ، بل من وعي عميق بأن التنمية لا تكتمل دون شراكة حقيقية بين الرجل والمرأة، وأن صوت المرأة هو جزء أصيل من القرار الوطني.
مجتمع مدني أكثر شمولًا
المرأة أيضًا ركيزة أساسية في العمل المدني، فهي تتصدر المشهد في الجمعيات والمبادرات الخيرية والتنموية، وتقود حملات التوعية والتغيير، وتسهم في بناء جسور التواصل بين الدولة والمجتمع.
وكمواطنة وامرأة فاعلة في المجتمع المدني، أؤمن أن صوتي ليس مجرد رقم في صندوق اقتراع، بل هو طاقة قادرة على صنع الفرق، وأن دوري في دعم قضايا وطني ومجتمعي هو واجب لا ينتظر إذنًا.
رسالة يجب على المجتمع فهمها جيدا
إن المواطنة الحقيقية تعني أن نؤمن جميعًا بأن المشاركة السياسية حق وواجب، وأن صوت المرأة جزء لا يتجزأ من معادلة الإصلاح والتغيير.
علينا أن نؤمن أن المجتمع الذي يعطي للمرأة فرصة المشاركة، هو مجتمع يحترم ذاته، ويؤمن بقدرات جميع مواطنيه.
الوطن لكل أبنائه وبناته، والمستقبل نصنعه معًا.
تعليقات
إرسال تعليق