حين يجوع حُرّاس الضمير… من سيُنير طريق الأمة؟

بقلم .د / حماد الرمحي بين طيّات الألم، تنساب الأقلام حزينةً وهي تخطّ مأساتها الخاصة؛ يكتبون عن جوع البشر ويوثقون جراح الأمة، بينما ترتعش أقلامهم من جوعٍ أشدّ قسوة: جوع الكرامة! إنه الجوع الذي لا يُسكت إلا بالعدالة، ولا يُشفى إلا بالاعتراف بقيمة من يحملون على أكتافهم عبء صناعة الوعي ومسؤولية صيانة الحقيقة. لقد شقّ مشهد الزملاء في «الوفد» جدار الصمت كالصاعقة؛ ناموا على البلاط البارد ليصنعوا من أجسادهم جسرًا للعزّة، يحملون في حقائبهم الخاوية أمل أمة، وفي قلوبهم النابضة إصرار من يعرفون أنهم حملة مشاعل في عصر الظلمات. لم يطلبوا نعيمًا ولا ترفًا، بل طالبوا بعدلٍ يساوي ثمن قلمٍ يكتب بهجة الوطن، أو يحفر على جدار الأزمات تحذيرًا، فكان اعتصامهم نشيدًا وطنيًّا مكتوبًا بالعرق والدموع، وصيحةً في وجه كل من ظنّ أن الصحفي متطوّع في سوق النخاسة الفكرية! إنّ الواقع المرير الذي يعيشه الصحفيون يشبه مهزلةً تراجيدية: فمن يكتب عن الفقر يُفقَر، ومن يحمل رسالة الوعي يُهان! وبينما يرتقي الصحفي في دول العالم إلى مصافّ السفراء والقادة، نرى زملاءنا يزحفون تحت خط الفقر المهني؛ حيث لم تصل مرتبات أغل...