ضـ ـحـ.ـية “الدخـ.ـلة البلدي”.. جرح على وجه فتاة هز المجتمع.. والحكم سنة على المتهم
كريم البحيري
لم يمرّ على زفاف "شهد" سوى أربعة أيام، كانت تظنها بداية لحياة جديدة تُكتب على مهلٍ من الفرح، فإذا بها تتحول إلى حكاية وجعٍ تُروى بالدموع والندوب.
كانت تحلم ببيت صغير، دفء، وضحكة زوج يحمل لها الأمان، لكن القدر أعدّ لها مشهدًا مختلفًا، قاسٍ كحدّ الــ.ـمـ.ـوس الذي مـ.ـزّق وجـ.ـهـ.ـها.
من الزفة إلى العاصفة
في يونيو الماضي، تزوّجت شهد، ابنة التسعة عشر ربيعًا من شاب يُدعى وليد صلاح، يقيم في الطالبية، بعد خطوبة لم تدم أكثر من أربعة أشهر. بدا كل شيء طبيعيًا، لكن خلف ابتسامات الصور كانت هناك مخاوف لا تُقال.
منذ الليلة الأولى، لاحظت تصرفات غريبة.. توتر دائم، نظرات قلق، وصمت ثقيل يملأ الغرفة. حاولت أن تفهم، أن تقترب، لكن شيئًا ما كان ينكسر بداخله وبداخلها مع كل محاولة.
طقس العار.. "الدخلة البلدي"
حين تدخلت والدة الزوج بزعم “مساعدته”، كانت الصدمة.
اقترحت الأم تنفيذ ما يُعرف بـ “الـ.ـدخلـ.ـة البلدي” — طقس بدائي، تُنـ.ـتهـ.ـك فيه الخصوصية، وتُمحى فيه كـ.ـرامـ.ـة المرأة باسم العادات.
رفضت شهد، وارتـ.ـجـ.ـف صوتها بالرفض، فاشـ.ـتـ.ـعل غـ.ـضـ.ـب الزوج، في لحظة واحدة، تحولت نظراته إلى وحـ.ـشـ.ـ.ية، أمسك بـ.ـمـ.ـوسٍ، وبدأ ينهال عليها بجنون.
25 غـ.ـرزة على وجـ.ـ.ـه العروس
سقطت شهد غارقة في د مـ.ـائهـ.ـا. جـ.ـروح قـ.ـطـ.ـعيـ.ـة في وجـ.ـهـ.ـها وذراعها، 25 غـ.ـرزة خيطت على عجل في المستشفى، بينما ظلت الروح مفتوحة لا يقدر طبيب على تضميدها.
تقول وهي تبكي بحسب تصريحات صحفية: "فـ.ـقـ.ـدت وعـ.ـيي.. ولما صحيت لقيت نفسي في المستشفى، وذهبي متشال، وتليفوني مختفي.. كنت بحاول أصدق إن دي مش نــ..ـهايتـ.ـي".
عدالة تمشي على استحياء
أسرتها سارعت إلى إنقاذها، وحررت محضرًا رسميًا ضد الزوج الهارب.التحريات أكدت أنه استخدم آلـ.ـة حـ.ـادة وأصابها عمدًا.
وفي قاعة محكمة جنوب الجيزة، صدر الحكم: سنة حبس غيابيًا وغرامة للمصاريف. حكم خفيف، لكنه كُتب في سجلّ العدالة كإدانة أخلاقية لمجتمع يبرر العـ.ـنـ.ـف باسم “السـ.ـتر”.
شهد.. تبحث عن وجـ.ـهـ.ـها القديم
اليوم، تجلس شهد أمام المرآة، تتأمل خطوط الجرح التي أصبحت ملامح جديدة لوجهها. تقول بصوتٍ مكسور لكنه ثابت: "أنا مش طالبة غير حقي.. حقي في العدالة، وفي الحياة اللي اتسرقت مني".
قضيتها لم تنتهِ بعد، فزوجها لا يزال هاربًا، والندوب ما زالت شاهدة على ليلةٍ لم تكن من ليالي العمر.. بل من ليالي الألـ.ـ.م.

تعليقات
إرسال تعليق