مثلث برمودا... لغز الألغاز






بقلم / احمد الجمل 

ما بين أحاديث عن فراغ زمني ووحوش بحرية عملاقة وكائنات فضائية عجيبة... تضيع حقيقة فقدان الطائرات والسفن في منطقة تحيط بها الطلاسم والألغاز 

يطلق عليه البعض اسم "مثلث الشيطان" في إشارة لخطورة المرور به وترتبط أهواله بأعمال الجن .. ط

لا توجد منطقة جغرافية فى العالم كله أثارت الخوف والحيرة والغموض بقدر تلك المنطقة التي عرفت باسم "مثلت برمودا"Bermuda Triangle

 تلك التي استمر حولها الجدل لأكثر من 200 عام، ومن غير أن تظهر نظرية واحدة تفسر الأمر أو تكشف الحقيقة، خصوصا أن مئات السفن اختفت هناك ومثلها وربما أكثر منها من الطائرات.

ذهب البعض في حقيقة الحال للقول إن هناك ما يعرف بـ"الفراغ الزمني"، وهو مفهوم معقد فيزيائياً، ولكى نفهمه يجب فهم أبعاد الزمن النسبي عند أينشتاين.

البعض الآخر قال إن هذا المثلث هو البقية الباقية من مملكة وحضارة أتلانتيس الغارقة، التي تحدث عنها أفلاطون أول الأمر، ومن بعده كثير من الفلاسفة والأدباء.

فريق ثالث اعتبر أنها منطقة مائية تسكنها كائنات فضائية، تقوم بابتلاع غامض لبعض ما يمر من فوقها من البشر بهدف إجراء التجارب عليهم، وهو المفهوم الذي يقترب من قصة سكان الأرض الرماديين.

وقد تطول التفسيرات في واقع الأمر من غير حسم ممكن، ومنها أنها مناطق إجراء تجارب سرية من قبل جيوش غير معروفة، أرجعها البعض للفارين من النازية، وآخرون قالوا إن الأميركيين هم من يقومون عليها.

ما الذي حدث أخيراً وأعاد فتح هذا الملف الغامض لليوم، وهل هناك تفسير جديد يحل أبعاد اللغز؟

مثلث برمودا أو... الشيطان

يطلق عليه البعض اسم "مثلث الشيطان"، في إشارة لخطورة المرور به، وربط أهواله بأعمال الجن، وهو منطقة جغرافية مثلثة الأضلاع يبلغ كل ضلع فيها نحو 1500 كيلومتر، فيما المساحة الإجمالية للمثلث تصل نحو مليون كم مربع، وتقع المنطقة في مياه المحيط الأطلسي، بين برمودا، وبورتوريكو، وولاية فلوريدا الأميركية.

بدأ الحديث عن مثلث برمودا يأخذ أبعاده المحيرة عام 1950 تحديداً، من خلال مقالة في مجلة "اسوشيتدبرس"، كتبه الصحافي الأميركي "إدوارد فان"، ومن بعده نشرت مجلة "فيت" الأميركية مقالة قصيرة، عنوانها "لغز في البحر عند بابنا الخلفي"، تناولت فيه فقدان عديد من الطائرات والمراكب.

ولكي يزداد الحدث غموضاً، قامت مجلة "ليجيون Legion" الأميركية في أبريل من عام 1962، بتغطية حدث ضياع رحلة جوية حملت الرقم (19)،

 وقد روج البعض لأحاديث مفادها أن قائد الرحلة سمع يقول "نحن ندخل مياهاً بيضاء    لا شيء يبدو جيداً، نحن لا نعرف أين نحن، المياه أصبحت خضراء لا بيضا".

أكثر من هذا زعمت بعض الأصوات أن تلك الرحلة قد اختطفت إلى المريخ مباشرة، وهو ما عززته مقالة تالية، كتبها "فينسيت جاديس" في مجلة "أرجسوي" الأميركية، كان عنوانها "مثلث برمودا القاتل"، التي رسخت في أذهان الأميركيين فكرة الأحداث الغريبة التي تجري في تلك المنطقة، ولاحقاً وسع "جاديس" مقاله، لتصبح كتاباً بعنوان "آفاق غير مرئية".

عبر نحو سبعة عقود صدر عديد من المؤلفات بلغات مختلفة، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، تناولت شأن هذا المثلث المرعب، الذي حمل فيه كثيرون مسؤولية ما يحدث للفضائيين تارة، ولوحوش البحر الغامضة تارة ثانية، ولم يغفل هؤلاء وأولئك حديث البوابات الزمنية أو الفضائية - النجمية.

هل توقفت حوادث برمودا بالفعل؟

** السبب في تناول شأن مثلث برمودا مرة جديدة هذه الأيام، إذ نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية أخيراً تقريراً عن ماورائيات ما يجري في تلك الرقعة المائية، بما في ذلك تناول أمر الاضطرابات المحتملة في مغناطيسية الأرض في تلك المنطقة، التي يمكنها أن تكون سبباً مباشراً في التأثير على البوصلات وبقية أدوات الملاحة.

طفا فوق سطح الأحداث في تقرير الصحيفة البريطانية، المخرج الأميركي "جوني هاريس"، الذي قطع بأنه يمتلك أدلة لإثباب أن ما يحدث بالفعل قد يفسر سبب توقف حالات الاختفاء الغامضة.

لا يبدو ما صرح به "هاريس" يقدم نظرية متكاملة، وإن كان يفتح المجال لربط ما يحدث في تلك المنطقة مع التغيرات الحادثة في مغناطيسية الأرض  ، والتطورات الفيزيائية التي تتعرض لها أقطاب المسكونة. 

يكاد الأمر يكون بداية لفرضية جديدة ضمن فرضيات عديدة، تحاول جاهدة تقديم رؤية مقنعة، لكن من غير دليل قاطع.

يدعو المخرج الأميركي لاتباع نهج قائم على البيانات data لحل قضية مثلث  برمودا، مضيفاً أنه أمضى مع فريق من المتخصصين أشهراً في جمع وتحليل البيانات حول الخسائر البحرية، وتوصلوا إلى أن بيانات عام 2021 تظهر أن مثلث برمودا أكثر أماناً من مناطق أخرى... ماذا عن تلك البيانات؟

عند "هاريس" أن 1.8 في المئة 1.8% من جميع السفن في جميع أنحاء العالم تعرضت لبعض الحوادث، بما في ذلك حالات الاختفاء الغامض، ولم يكن هناك سوى ضحيتين من بين 8634 قارباً عبرت مثلث برمودا، وأن 0.02 في المئة من القوارب التي مرت من مثلث برمودا  تعرضت لحادثة، أي بمقدار مرة أقل من متوسط الحوادث في البحار الأخرى.

يتوصل جوني هاريس من خلال هذه البيانات إلى أن مثلث برمودا مكان آمن، ويعد مثله مثل غيره من المناطق البحرية التي تتعرض لحوادث اختفاء سفن.

هل ما ذهب إليه "هاريس" يمثل بالفعل حقيقة هذه "البؤرة المائية"، التي تحفل بكثير من المكتشفات التي تدور من حولها الأساطير إلى يومنا هذا؟

برمودا... السفينة الكوبية والفجوات الروسية

في محاولة لفهم ما يجري في هذا المثلث المائي الذي يمثل أحجية تاريخية غامضة، تطفو على سطح الأحداث قصص من الغرابة بشكل عجيب، غير أن الأعجب أن يجد لها بعض العلماء تفسيرات أو تأويلات علمية.

خذ إليك على سبيل المثال ما جرى في منتصف شهر مايو من عام 2015، ففي هذا التوقيت أعلنت السلطات الكوبية أن قواتها لخفر السواحل وجدت في مياه الكاريبي سفينة من دون طاقم، وبالبحث والتحري اتضح أنها السفينة "أس أس كوتوباكسي"، التي اختفت في مياه مثلث برمودا في ديسمبر (كانون الأول) من عام 1925.

الغريب أن السفينة العائدة من غياهب الجب، ظهرت فجأة في منطقة محظورة للملاحة لجهة الغرب من هافانا، ما استدعى إرسال ثلاثة زوارق دورية لاستكشافها بعد محاولات فاشلة للاتصال بالطاقم.

كان المدهش حين وصلت تلك الزوارق رؤيتهم للسفينة الأسطورية التي بنيت منذ 100 عام، واختفت في مثلث برمودا بالفعل.

صال وجال رجال خفر السواحل الكوبية فوق السفينة، ومما وجدوا هناك دفتر مذكرات لقبطان كان يخدم في ذلك الوقت في شركة الملاحة "كلينتشفيلد نافيغتشون" التابعة لشركة "أس أس كوتوباكسي"، ولكن المدونات لم تعط أي معلومات حول ما حدث للسفينة قبل 90 عاماً.

في دفتر المذكرات، وجدت تفصيلات عن الحياة اليومية للقبطان، وعديد من الأمور المثيرة قبل انطلاق الرحلة، لكن لا توجد أي خطوط توضح ما حدث للسفينة ما يفتح الباب لتفسير مثير، وهو أنها وجدت ذاتها في لحظات مثيرة وغير متوقعة في مواجهة مصير الرحلة (19) نفسه، التي اكتشف قائدها أنه غير مدرك إلى أين تتوجه.

تاريخياً غادرت السفينة ميناء تشارلستون في كارولينا الجنوبية لتذهب إلى هافانا في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1925، وبعد يومين من المغادرة اختفت، ولم يسمع عنها شيء لمدى قرن كامل.

قبل ظهور السفينة الكوبية بنحو عام، فسرت مجموعة من العلماء الروس "سر مثلث برمودا"، من خلال اكتشاف ثلاث حفر هائلة غريبة ظهرت في الأراضي الروسية وأثارت التساؤلات حول ما إذا كانت خدعة من صنع الإنسان، أو عملاً من فعل كائنات فضائية خارجية، وربما من جراء سقوط نيازك من السماء.

غير أن المفاجأة التي تكشفت تمثلت في أن الانفجارات الناجمة عما يسمى بـ"هيدرات الغاز" (مواد بلورية صلبة يكون الماء أساساً في تركيبتها)، يمكن أن تكون الحل للغز مثلث برمودا.

الحفرتان الروسيتان، يبلغ عمقهما 50 متراً وعرضهما 120 متراً، تقعان في صحراء سيبيريا، وقد أطلق عليهما اسم "بامال" و"تايمو"، سلطتا الضوء على مثلث الموت أو الشيطان برمودا، إذ يرجح العلماء أن تكون هيدرات الغاز التي تأخذ أشكالاً تشبه الجليد من المياه التي تحتوي على جزيئات الغاز، بخاصة الميثان، هي المسؤولة عن اختلال التوازن في تلك المنطقة التي لطالما شكلت لغزاً كبيراً للعالم بأسره.

وما زال الحديث طويلا عن مثلث برمودا وما حدث به والأساطير التى تدور حوله....




تعليقات

الأكثر مشاهدة

مفتي الديار المصريه ورئيس مبادره انفعهم للناس يطلقان منصه فتاوى اون لاين

الشاب " عمر الزهراني " عريس في مكة المكرمة

انطلاق مبادرة جديدة لتطوير مهارات الشباب في صعيد مصر

المهندس شريف العريان : فوز منتخب مصر للخماسي الحديث بالمركز الأول في جدول ميداليات بطولة العالم للشباب انجاز عالمى غير مسبوق

الاعلامى احمد الطيب : انطلاق برنامج هات ودنك للموسم الثالث

نادي الدمام السعودي يتعاقد مع المدرب الوطني عبدالرحمن الربيعي

هتالتاروت يُحدث ضجة على السوشيال ميديا

بعد تكريم نجوي السحلي خبيره الابراج والتاروت: تكشف عن الابراج الاكثر ثراءا في العام الجديد وتتوقع نجاح مسلسل اسعاد يونس وخروج شيرين من محنه في 7 ايام

"تحت شعار "الإمارات .. جسر عبور المستقبل

مبادرة إعلامية جديده للمجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال بعنوان "فرسان الإعلام العربي"