هل رمسيس الثانى هو فرعون موسى؟...







بقلم / احمد الجمل 

مازال يعتقد الكثيرون أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذى أغرقه الله فهل هو فعلا فرعون موسى؟!!

يعتبر رمسيس الثاني، أقوى الملوك الذين  حكموا مصر على مر التاريخ، ولد سنة ١٣٠٣ ق.م وعينه أبوه (سيتى الأول) وليا للعهد وعمره ١٤ سنة، ووصل لمنصب الفرعون وعمره عشرين سنة عاش لعمر ٩٢ سنة ودفن في مقبرة من مقابر وادي الملوك.


ويقول الدكتور مجدي شاكر ، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار لبوابة الأهرام، إن رمسيس الثاني  يعتبر أقوى فرعون عرفته مصر ، وركز على بناء المدن و المعابد والمسلات وأسس مدينة بى- رعمسيس فى دلتا النيل ، على بقايا مدينة أواريس ، عاصمة الهكسوس الذين حكموا مصر ، و كانت موقع المعبد الرئيسى لعبادة الإله ست ،  لتصبح عاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته العسكرية فى بلاد الشام .

يعتقد كثير من العلماء ، أنه أنجب أكثر  من ١٠٠ ولد و بنت ، وقد أرسل حملات لتأديب أعداء مصر فى الشمال (سوريا و لبنان وفلسطين) و ليبيا و النوبة ،  و من أشهر المعارك التي أظهرت عبقريته العسكرية معركة قادش ، وقد مات بسبب أمراض الشيخوخة وعمره فوق التسعين سنة بعد ما عاش أطول من كتير من زوجاته، وقد  كان يعاني من تصلب الشرايين والتهاب المفاصل.


 ويضيف مجدي شاكر أن كل الدراسات سواء التاريخية أو الدينية أو الأثرية تؤكد  أن رمسيس الثانى ليس هو فرعون موسى بعدة أدلة أثرية وأدلة من الكتب المقدسة ، والأدلة الأثرية التى تؤكد أن الملك رمسيس الثانى ليس هو فرعون نبى الله موسى لوحة النصر للملك مرنبتاح الموجودة بالمتحف المصرى ومرنبتاح هو ابن رمسيس الثانى الذى خلف أباه على العرش وتذكر اللوحة أنه قد ضرب بنى إسرائيل ولم تعد لهم بذرة أى لا وجود لهم وعندما كتب اسم إسرائيل بالهيروغليفية كتبها بمخصص قبلية وليس شعب مستقر وقد حكم مرنبتاح فترة ما بين عشر سنوات أو ثلاثة عشر على أقصى تقدير وكان بنى إسرائيل فى هذه الفترة القصيرة التى حكمها فى فترة التيه أربعين سنة فى سيناء وبهذا تنفى لوحة مرنبتاح أن يكون خروج بنى إسرائيل قد تم فى عهد أبيه رمسيس الثانى.


  كما توفى رمسيس الثانى فى سن الثانية والتسعين، فهل يستطيع رجل فى هذه السن المتقدمة أن يقود عجلته الحربية ويتتبع بنى إسرائيل من العاصمة حتى مكان الغرق فى البحر ؟

 


وثابت فى التوراة يقول إنه فى السنة الخامسة من حكم رحبعام ابن سليمان هاجم ملك مصر شاشانق أورشليم واستولى على خزائن بيت الرب وقصر الملك وسلب كل ما فيها لا سيما الأتراس الذهبية التى عملها سليمان (سفر الملوك الأول 14) وتذكر التوراة أن هذا قد تم بعد أن انقضى 480 سنة على خروج بنى إسرائيل من ديار مصر ، وذكرت التوراة أن نبى الله سليمان حكم أربعين سنة وأن شاشانق الأول قام بهذه الحملة فى منتصف القرن العاشر قبل الميلاد وبعملية حسابية بسيطة نجد أن 480 عاما منذ خروج بنى إسرائيل من مصر حتى بناء المعبد فى العام الرابع من حكم سليمان  من حكم نبى الله سليمان حتى تهدم المعبد على يد شاشانق الأول  منتصف  القرن العاشر قبل الميلاد،  كما تذكر التوراة وهو تاريخ يتنافى مع فترة حكم رمسيس الثانى الذى حكم فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد 


كذلك نجد أن فترة حكم رمسيس الثاني فتره ازدهار ولم تتم الإشارة إلي وقوع أي من الضربات التي حدثت مع فرعون موسي،  بل علي العكس تماما كانت فترة إمبراطورية مترامية الأطراف والسلام الذي عقده مع ملك الحيثيين لذا لم تكن فترة حكمه معاناة نتيجة الضربات التي أصابت مصر قبل خروج بني إسرائيل

، ولو ذهبنا للقرآن نجد أدلة كثيرة بآيات من القرآن الكريم على صعوبة بل واستحالة كون فرعون موسى هو رمسيس الثانى ، أولاً لفظة فرعون لم تأت أبداً فى القرآن إلا للتعبير عن الشخص بعينه، ولم يوصف بها أى ملك آخر لمصر ولم تأت فى القرآن أبداً معرفة أو جمع وهذا معناه إنها اسم علم يعبر عن شخص بعينه وليست  لقب لشخص أو مجموعة أشخاص (وهى كثير جداً فى القرآن).


ذكرت كلمه فرعون فى القرآن الكريم 74 مرة لم ترد فى أى منهم متبوعة بكلمه مصر (فرعون مصر) مثل ملك مصر أو عزيز مصر فى حين أن القرآن تحدث عن ملوك آخرين لمصر بلقب (ملك) وليس فرعون، فى حين أن الاسم لما ذكر متبوع بكلمة مصر فى التوراه كان بصيغة (فرعون ملك مصر)، وورد اسم فرعون فى القرآن فى صيغ النداء (يا فرعون) وبالتالى فهو اسم علم مفرد ولو كان لقب كان يأتى (يا أيها الفرعون) مثل   (يا أيها العزيز).


وأوضح القرآن (ولقد أرسلنا موسى إلى فرعون وملئه فقال إنى رسول رب العالمين)(الزخرف 46) و(فاسأل بنى إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنى لأظنك يا موسى مسحوراً) و وكلها أساليب مخاطبة لشخص باسمه وليس بلقبه.


 القرآن أكد بشكل قاطع فى أكثر من موضع أن  أى نبى أو رسول يبعث فى نسب قومه وبلسانهم مثلا (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم (إبراهيم 4) و(أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم (يونس 2)) 


وجميع الأسماء التى  وردت فى القصة سواء فرعون وهامان وقارون وهارون وامرأة فرعون ومؤمن آل فرعون ، وزوجته ،  كل الكتب أجمعت أن اسمها (آسية ابنة مزاحم) أى اسم من هؤلاء ليس مصرى لا من قريب ولا من بعيد حتى اسم موسى نفسه اسم عبرانى المشتقة من اللغة الآرامية وتؤكد أن  موسى أو موشيه معناها فى لغتهم الآرامية المنتشل من الماء.


 والدليل القاطع الذي  يغنى عن كل الأدلة السابقة والأخرى ويستحيل من خلاله كون فرعون هو الملك العظيم رمسيس الثانى فى سورة الأعراف الآية 137 (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)،  وكلمه يعرش يعنى يبنى ويرفع البناء ، والله يقول صراحة دمرنا كل ما بناه فرعون وقومه فى حين أن رمسيس الثانى هو أكثر ملك فى تاريخ مصر باق من عهده أبنية وآثار ومعابد حتى الآن بل ويمكن فى ملوك الشرق الأدنى القديم كله ، وهذه الأدلة كافية لنفى ما يتردد أن الملك رمسيس الثاني هو فرعون موسي ، أو فرعون الخروج.

تابعونا نتشرف بكم 

تعليقات

الأكثر مشاهدة

مفتي الديار المصريه ورئيس مبادره انفعهم للناس يطلقان منصه فتاوى اون لاين

الشاب " عمر الزهراني " عريس في مكة المكرمة

انطلاق مبادرة جديدة لتطوير مهارات الشباب في صعيد مصر

المهندس شريف العريان : فوز منتخب مصر للخماسي الحديث بالمركز الأول في جدول ميداليات بطولة العالم للشباب انجاز عالمى غير مسبوق

الاعلامى احمد الطيب : انطلاق برنامج هات ودنك للموسم الثالث

نادي الدمام السعودي يتعاقد مع المدرب الوطني عبدالرحمن الربيعي

هتالتاروت يُحدث ضجة على السوشيال ميديا

بعد تكريم نجوي السحلي خبيره الابراج والتاروت: تكشف عن الابراج الاكثر ثراءا في العام الجديد وتتوقع نجاح مسلسل اسعاد يونس وخروج شيرين من محنه في 7 ايام

"تحت شعار "الإمارات .. جسر عبور المستقبل

مبادرة إعلامية جديده للمجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال بعنوان "فرسان الإعلام العربي"