للرجال فقط
فاطمة بناني
تونس.
اشتمت في عطره رائحة أنثى تختبئ في قبلاته،وهمساته ولمساته، وطيات ملابسه الملطخة بأحمر شفاهها.فهجرته مشاعرها،وعافته شفتاها.وطلقه قلبها.وسكنها وجع رهيب.ولبست ثوب الحداد على حب مزيف وتوشحت بالغباء والسذاجة..واستقالت من كل المهمات القديمة..وكفرت بها... إلا مهمة الطباخة الأمينة والخادمة الوفية.. سره صمتها..وخنوعهاولا مبالاتها..ونومها المبكر..وانزواؤها في غرفتها.طول حالوقت ..فانطلق في مغامراته دون قيد ولا رقيب ولا حسيب.
.ولما مل اللهث وراء السراب ..أراد أن يعود لبيته ويستريح فيه استراحة المحارب للأسف ..لم يجد ذلك الدفء السابق وتلك الحميمية..وذاك الاهتمام..بل وجد حواء بلا جسد ولا روح ولا عطر ولا جمال كومة من الانكسارات ساكنة جامدة كجثة باردة...حاول أن ينفخ فيها الروح من جديد ..لكن جذوة الألفة ذوت وانطفأ نور المودة.وضاع مفتاح ذلك العش الذي بنته معه نبضة نبضة ..فتاه في المدينة يبحث عن أنثاه أو حتى على شبيهة لها رغم أن بقاياها تشاطره نفس البيت ونفس السقف.لكنها تبخرت منذ أن اشتمت في شفاهه رائحة أنثى غيرت وجهته مع سابق الاصرار والترصد.
تعليقات
إرسال تعليق